الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مصنف ابن أبي شيبة ***
34270- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَتْ نَاقَةٌ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تُسَمَّى الْعَضْبَاءَ, فَكَانَتْ لاَ تُسْبَقُ, فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ فَسَبَقَهَا, فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا فِي وُجُوهِهِمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ, سُبِقَتِ الْعَضْبَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: حُقَّ عَلَى اللهِ أَنْ لاَ يَرْتفعَ فِي الدُّنْيَا شَيْئًا إِلاَّ وَضَعَهُ. 34271- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم؛بِنَحْوٍ مِنْهُ. 34272- حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَجْرَى الإِبِلَ, وَلَمْ يَذْكُرِ السَّبَقَ. 34273- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: السِّبَاقُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: السِّبَاقَ إِنْ شِئْتُمْ.
34274- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: تَعَالي حَتَّى أُسَابِقَكِ، قَالَتْ: فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ, وَخَرَجْتُ مَعَهُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي سَفَرٍ آخَرَ, فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً، فَقَالَ: تَعَالي حَتَّى أُسَابِقَكِ، قَالَتْ: فَسَبَقَنِي, فَضَرَبَ بَيْنَ كَتِفِيِّ، وَقَالَ: هَذِهِ بِتِلْكَ. 34275- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى الْجَبَّانِ، فَقَالَ لِي: تَعَالَ يَا بُنَيَّ حَتَّى أُسَابِقَك، قَالَ: فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِي. 34276- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَابَقَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَبَقْتُهُ. قَالَ حَمَّادٌ: الْحِضَار. 34277- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ بُرْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانُوا يَسْتبقُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ.
34278- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ الْهُذَلِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: مَا تَقُولُ فِي السَّبْقِ بِالدَّحْوِ بِالْحِجَارَةِ؟ قَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ.
34279- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ فِي الرَّجُلِ يَقُولُ: أُسَابِقُك عَلَى أَنْ تردَّ عَلَيَّ: فَكَرِهَهُ. 34280- حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَقُولَ: أُسَابِقُك عَلَى أَنْ تَسْبِقَنِي. 34281- حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ لِصَاحِبِهِ: أَسْبِقُك عَلَى أَنْ تَسْبِقَنِي, فَإِنْ سَبَقْتُك فَهُوَ لِي, وَإِلاَّ كَانَ عَلَيْك، وَهُوَ الْقِمَارُ.
34282- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَعْسَمِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَضَى فِي الْعَبْدِ إِذَا خَرَجَ مِنْ دَارِ الْحَرْبِ قَبْلَ سَيِّدِهِ فَهُوَ حُرٌّ، فَإِنْ خَرَجَ سَيِّدُهُ بَعْدَهُ لَمْ يَرَدَّهُ عَلَيْهِ, وَإِنْ خَرَجَ السَّيِّدُ قَبْلَ الْعَبْدِ مِنْ دَارِ الْحَرْبِ، ثُمَّ خَرَجَ الْعَبْدُ بَعْدَهُ رَدَّهُ عَلَى سَيِّدِهِ. 34283- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُعْتِقُ مَنْ أَتَاهُ مِنَ الْعَبْدِ قَبْلَ مَوَالِيهِمْ إِذَا أَسْلَمُوا, وَقَدْ أَعْتَقَ يَوْمَ الطَّائِفِ رَجُلَيْنِ. 34284- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا جَاءَ مِنَ الْعَدُوِّ مُسْلِمًا قَبْلَ مَالِهِ، ثُمَّ جَاءَ مَالُهُ بَعْدَهُ كَانَ أَحَقَّ بِهِ, وَإِنْ جَاءَ مَالُهُ قَبْلَهُ كَانَ حُرًّا.
34285- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ لاَ يَرَوْنَ بَأْسًا بِمَا خُرِجَ بِهِ مِنْ أَرْضِ الْعَدُوِّ مِمَّا لاَ ثَمَنَ لَهُ هُنَاكَ. 34286- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ وَسَالِمًا، يَقُولاَنِ: مَا قَطَعْتَ مِنْ شَجَرِ أَرْضِ الْعَدُوِّ فَعَمِلْتَ وَتَدًا، أَوْ هِرَاوَةً، أَوْ مِرْزَبَّةً، أَوْ لَوْحًا، أَوْ قَدَحًا، أَوْ بَابًا فَلاَ بَأْسَ بِهِ، وَمَا وُجَد لَهُ مِنْ ذَلِكَ مَعْمُولاً فَأَدِّهِ إِلَى الْمَغْنَمِ. 34287- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الشُّعَيْثِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: مَا قَطَعْتَ مِنْ أَرْضِ الْعَدُوِّ فَعَمِلْتَ مِنْهُ قَدَحًا، أَوْ وَتَدًا، أَوْ هِرَاوَةً، أَوْ مِرْزَبَّةً فَلاَ بَأْسَ بِهِ، وَمَا وَجَدْتَهُ مِنْ ذَلِكَ مَعْمُولاً فَأَدَّهِ إِلَى الْمَغَانِمِ.
34288- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانَ، قَالَ: قدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى الْمِنْبَرِ، وَبِلاَلٌ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، مُتَقَلِّدًا سَيْفًا, وَإِذَا رَايَاتٌ سُودٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَدِمَ مِنْ غَزَاةٍ. 34289- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ رَايَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَوْدَاءَ مِنْ مِرْطٍ لِعَائِشَةَ مُرَحَّلٍ. 34290- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَتْ رَايَةُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَوْدَاءَ تُسَمَّى الْعُقَابَ. 34291- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ حُرَيْثِ بْنِ مُخْشِّيِّ، قَالَ: كَانَتْ رَايَةُ عَلِيٍّ سَوْدَاءَ، وَرَايَةُ أُولَئِكَ الْجَمَلُ. 34292- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ حُرَيْثِ بْنِ مُخْشِّيِّ؛ أَنَّ رَايَةَ عَلِيٍّ كَانَتْ يَوْمَ الْجَمَلِ سَوْدَاءَ, وَكَانَتْ رَايَةُ الزُّبَيْرِ وَطَلْحَةَ الْجَملُ. 34293- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْيَاخُنَا؛ أَنَّ رَايَةَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ كَانَتْ يَوْمَ دِمَشْقَ سَوْدَاءَ. 34294- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: لَقِيتُ خَالِي وَمَعَهُ الرَّايَةُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ مِنْ بَعْدِهِ، أَنْ أَقْتُلَهُ، أَوْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ.
34295- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَقَدَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. 34296- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: ائْتِنِي بِرُمْحِكَ, فَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً، ثُمَّ قَالَ لَهُ: سِرْ، فَإِنَّ اللَّهَ مَعَك. 34297- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَقَدَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ لِوَاءً فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ. 34298- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، قَالَتْ: كَانَ لِوَاءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَبْيَضَ.
34299- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي عُقَيْلٍ، قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْعَدُوَّ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: مَنْ جَاءَ مِنْكُمْ بِرَأْسٍ فَلَهُ عَلَى اللهِ مَا تَمَنَّى. 34300- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ بِرَأْسِهِ. 34301- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: اشْتَرَكْنَا يَوْمَ بَدْرٍ أَنَا وَسَعْدٌ وَعَمَّارٌ، فَجَاءَ سَعْدٌ بِرَأْسَيْنِ. 34302- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ رَأْسٍ أُهْدِيَ فِي الإِسْلاَمِ رَأْسُ ابْنِ الْحَمَقِ، أُهْدِيَ إلَى مُعَاوِيَةَ. 34303- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ الْمِصْرِيِّ، قَالَ: بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ، أَوْ عُمَرُ، شَكَّ الأَوْزَاعِيُّ، عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ، وَمَسْلَمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ الأَنْصَارِيَّ إِلَى مِصْرَ، قَالَ: فَفُتِحَ لَهُمْ، قَالَ: فَبَعَثُوا بِرَأْسِ يَنَّاقَ الْبِطْرِيقِ، فَلَمَّا رَآهُ أَنْكَرَ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّهُمْ يَصْنَعُونَ بِنَا مِثْلَ هَذَا، فَقَالَ: اسْتِنَانٌ بِفَارِسَ وَالرُّومِ؟ لاَ يُحْمَلُ إِلَيْنَا رَأْسٌ, إنَّمَا يَكْفِينَا مِنْ ذَلِكَ الْكِتَابُ وَالْخَبَرُ.
34304- حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قلَّ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُسَافِرُ إِلاَّ يَوْمَ خَمِيسٍ. 34305- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُسَافِرُ يَوْمَ الْخَمِيسِ. 34306- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ، عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا، قَالَ: وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً، أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، قَالَ: وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلاً تَاجِرًا، فَكَانَ يَبْعَثُ بِتِجَارَتِهِ أَوَّلَ النَّهَارِ فَكَثُرَ مَالُهُ. 34307- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا. 34308- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا.
34309- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ فِي سَفَرٍ، قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ, اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضُبنةِ فِي السَّفَرِ، وَالْكَآبَةِ فِي الْمُنْقَلَبِ, اللَّهُمَّ اقْبِضْ لَنَا الأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ. 34310- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَرَادَ رَجُلٌ سَفَرًا فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ, أَوْصِنِي، قَالَ: أُوصِيك بِتَقْوَى اللهِ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ. 34311- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا خَرَجَ مُسَافِرًا يَتَعَوَّذُ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَمِنْ دَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَمِنْ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ. 34312- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، قَالَ: حدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ رَجُلاً أَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ سَفَرًا فَأَوْصِنِي، قَالَ: إِذَا تَوَجَّهْتَ فَقُلْ: بِسْمِ اللهِ، حَسْبِي اللَّهُ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ, فَإِنَّك إِذَا قُلْتَ: بِسْمِ اللهِ، قَالَ الْمَلَكُ: هُدِيتَ, وَإِذَا قُلْتَ حَسْبِي اللَّهُ، قَالَ الْمَلَكُ: حُفِظْتَ, وَإِذَا قُلْتَ: تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، قَالَ الْمَلَكُ: كُفِيتَ. 34313- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ فِي السَّفَرِ: اللَّهُمَّ بَلاَغًا يُبْلَغُ خَيْرُ، مَغْفِرَةٍ مِنْك وَرِضْوَانًا, بِيَدِكَ الْخَيْرُ, إِنَّك عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ, اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ عَلَى الأَهْلِ, اللَّهُمَّ اطْوِ لَنَا الأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ, اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ.
34314- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ إِذَا أَرَادَ الرُّجُوعَ، قَالَ: آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ, فَإِذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ، قَالَ: تَوْبًا تَوْبًا، لِرَبِّنَا أَوْبًا, لاَ يُغَادِرُ عَلَيْنَا حُوْبًا. 34315- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا قَفَلَ مِنْ سَفَرٍ، قَالَ: آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ. 34316- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم؛ كَانَ يَقُولُ إذَا رَجَعَ مِنَ الْجَيْشِ، أَوِ السَّرَايَا، أَوِ الْحَجِّ، أَوِ الْعُمْرَةِ كُلَّمَا أَوْفَى عَلَى ثَنِيَّةٍ، أَوْ فَدْفَدٍ كَبَّرَ ثَلاَثًا، ثُمَّ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ، صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ, آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ. 34317- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا قَفَلَ مِنَ الْجُيُوشِ، أَوِ السَّرَايَا، أَوِ الْحَجِّ، أَوِ الْعُمْرَةِ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ. 34318- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَلَمَّا أَنْ كَانَ بِظْهَرِ الْمَدِينَةِ، أَوِ بِالْحَرَّةِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ. 34319- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: كَانُوا إِذَا قَفَلُوا، قَالُوا: آيِبُونَ تَائِبُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ. 34320- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم؛ أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَجَعَ مِنْ سَفَرٍ، قَالَ: آيِبُونَ تَائِبُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ.
34321- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ أَنْ يُسَافِرَ الرَّجُلُ وَحْدَهُ. 34322- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ؛ أَنَّ عُمَرَ نَهَى أَنْ يُسَافِرَ الرَّجُلاَنِ. 34323- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُسَافِرَ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ، إِلاَّ الثَّلاَثَةَ فَمَا زَادَ. 34324- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الرَّجُلِ يُسَافِرُ وَحْدَهُ؟ قَالَ: شَيْطَانٌ, قِيلَ: فَالاِثْنَانِ؟ قَالَ: شَيْطَانَانِ, قِيلَ: فَالثَّلاَثَةُ؟ قَالَ: صَحَابَةٌ. 34325- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ، وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ، وَالثَّلاَثَةُ صَحَابَةٌ. 34326- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَسْلُكَ الرَّجُلُ الْقَفْرَ وَحْدَهُ. 34327- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ، مَا سَارَ رَاكِبٌ وَحْدَهُ بِلَيْلٍ أَبَدًا. 34328- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُسَافِرَ الرَّجُلُ وَحْدَهُ، وَأَنْ يَبِيتَ فِي بَيْتٍ وَحْدَهُ. 34329- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: لاَ تَبِيتَنَّ وَحْدَك، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ أَشَدَّ مَا يَكُونُ بِكَ وَلُوعًا.
34330- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعَثَ خَوَّاتَ بْنَ جُبَيْرٍ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، عَلَى فَرَسٍ لَهُ، يُقَالَ لَهُ: جَنَاحٌ. 34331- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ مُجَاهِدٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: الْوَاحِدُ شَيْطَانٌ, وَالاِثْنَانِ شَيْطَانَانِ، فَقَالَ: مُجَاهِدٌ: قَدْ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دِحْيَةَ وَحْدَهُ, وَبَعَثَ عَبْدَ اللهِ وَخَبَّابًا سَرِيَّةً, وَلَكِنْ، قَالَ عُمَرُ: كُونُوا فِي أَسْفَارِكُمْ ثَلاَثَةً، فَإِنْ مَاتَ وَاحِدٌ وَلِيَهُ اثْنَانِ, الْوَاحِدُ شَيْطَانٌ، وَالاِثْنَانِ شَيْطَانَانِ.
34332- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلاً، يَتَخَوَّنَهُمْ، أَوْ يَطْلُبَ عَثَرَاتِهِمْ. 34333- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ لاَ يَطْرُقُ أَهْلَهُ لَيْلاً, وَكَانَ يَأْتِيهِمْ غَدْوَةً، أَوْ عَشِيَّةً. 34334- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَ نُبَيْحًا الَعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إِذَا دَخَلْتُمْ لَيْلاً، فَلاَ يَأْتِ أَحَدٌ أَهْلَهُ طُرُوقًا، قَالَ جَابِرٌ: فَوَاللهِ لَقَدْ طَرَقْنَاهُنَّ بَعْدُ. 34335- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ، قَالَ: كُنْتُ فِي غَزَاةٍ، فَاسْتَأْذَنْتُ فَتَعَجَّلْت، فَانْتَهَيْتُ إلَى الْبَابِ, فَإِذَا الْمِصْبَاحُ يَتَأَجَّجُ، وَإِذَا أَنَا بِشَيْءٍ أَبْيَضَ نَائِمٍ، فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي، ثُمَّ حَرَّكْتهَا، فَقَالَتْ: إِلَيْك إِلَيْك، فُلاَنَةُ كَانَتْ عِنْدِي مَشَّطَتْنِي, فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَخْبَرْتُهُ، فَنَهَى أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلاً. 34336- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَقْبَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ غَزْوَةِ سَرْغٍ، حَتَّى إذَا بَلَغَ الْجُرُفَ، قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ, لاَ تَطْرُقُوا النِّسَاءَ، وَلاَ تَغْترُوهُنَّ، ثُمَّ بَعَثَ رَاكِبًا إلَى الْمَدِينَةِ بِأَنَّ النَّاسَ دَاخِلُونَ بِالْغَدَاةِ. 34337- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إِذَا طَالَتْ غَيْبَةُ أَحَدِكُمْ عَنْ أَهْلِهِ، فَلاَ يَطْرُقَنَّ أَهْلَهُ لَيْلاً.
34338- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّةِ، قَالَتْ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، أَخْلُفُهُمْ فِي رِحَالِهِمْ، فَأَصْنَعُ لَهُمُ الطَّعَامَ، وَأُدَاوِي لَهُمُ الْجَرْحَى، وَأَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى. 34339- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حدَّثَنَا رَافِعُ بْنُ سَلَمَةَ الأَشْجَعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَشْرَجُ بْنُ زِيَادٍ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَبِيهِ؛ أَنَّهَا غَزَتْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَيْبَرَ سَادِسَةَ سِتِّ نِسْوَةٍ، فَبَلَغَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَبَعَثَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: بِأَمْرِ مَنْ خَرَجْتُنَ؟ وَرَأَيْنَا فِيهِ الْغَضَبَ, فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ, خَرَجْنَا وَمَعَنَا دَوَاءٌ نُدَاوِي بِهِ، وَنُنَاوِلُ السِّهَامَ، وَنَسْقِي السَّوِيقَ، وَنَغْزِلُ الشَّعْرَ، نُعِينُ بِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ لَنَا: أَقِمْنَ، فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَيْبَرَ، قَسَمَ لَنَا كَمَا قَسَمَ لِلرِّجَالِ. 34340- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنِ النِّسَاءِ: هَلْ كُنَّ يَحْضُرْنَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْحَرْبَ؟ وَهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ؟ قَالَ يَزِيدُ: كَتَبْتُ كِتَابَ ابْنِ عَبَّاسٍ إلَى نَجْدَةَ: قَدْ كُنَّ يَحْضُرْنَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَأَمَّا أَنْ يَضْرِبَ لَهُنَّ بِسَهْمٍ فَلا, وَقَدْ كَانَ يَرْضَخُ لَهُنَّ. 34341- حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَسَنٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: حدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ؛ أَنَّ أُمَّ كَبْشَةَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي عُذْرَةَ, عُذْرَةَ قُضَاعَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ, ائْذَنْ لِي أَنْ أَخْرَجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: لاَ, قَالْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ, إِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أُقَاتِلَ, إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أُدَاوِيَ الْجَرِيحَ وَالْمَرِيضَ، وأَسْقِيَ الْمَرِيضَ، فَقَالَ: لَوْلاَ أَنْ يَكُونَ سُنَّةً، وَيُقَالُ: فُلاَنَةُ خَرَجَتْ, لأََذِنْتُ لَكِ، وَلَكِنِ اجْلِسِي. 34342- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ؛ أَنَّ صَفِيَّةَ كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ الْخَنْدَقِ. 34343- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَيْحَانَ، قَالَ: شَهِدَتْ تُسْتَرَ مَعَ أَبِي مُوسَى أَرْبَعُ نِسْوَةٍ، أَوْ خَمْسٌ، مِنْهُنَّ أُمُّ مَجْزَأَةَ بْنِ ثَوْرٍ. 34344- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ حَرْمَلَةَ الْعَبْدِيُّ، عَنِ الْمُؤْثَرَةِ بِنْتِ زَيْدٍ، أُخْتِ أَبِي نَضْرَةَ؛ أَنَّ أَبَا نَضْرَةَ غَزَا بِامْرَأَتِهِ زَيْنَبَ إِلَى خُرَاسَانَ. 34345- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُمَيْعٍ، قَالَ حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَلاَدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ نَوْفَلٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَمَّا غَزَا بَدْرًا، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ, ائْذَنْ لِي فِي أَنْ أَغْزُوَ مَعَك، أُدَاوِي جَرْحَاكُمْ، وَأُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ, لَعَلَّ اللَّهَ يَرْزُقُنِي شَهَادَةً، قَالَ: قَرِّي فِي بَيْتِكَ, فَإِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُك الشَّهَادَةَ، قَالَ: فَكَانَتْ تُسَمَّى الشَّهِيدَةَ. 34346- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ تَخْرُجَ النِّسَاءُ إِلَى شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْفُرُوجِ، يَعْنِي الثُّغُورَ.
34347- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، قَالَ: حدَّثَنِي رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُغِيرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، خَتَنُ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: نَدْخُلُ أَرْضَ الشِّرْكِ، فَنُحَاصِرُ الْحِصْنَ، فَيُقَاتِلُونَنَا قِتَالاً شَدِيدًا، فَيَسْأَلُونَنَا الأَمَانَ، وَيَأْبَى ذَلِكَ الأَمِيرُ, فَمَا تَرَى فِي قِتَالِهِمْ؟ فَقَالَ: لَيْسَ إِلَيْكُمْ, ذَاكَ إِلَى الأَمِيرِ. 34348- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ أَبِي قَيْسٍ، يَذْكُرُ عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَكَمَ, قُلْتُ: الْمَلِكُ مِنْ مُلُوكِ خُرَاسَانَ يُصَالِحُ مِنَ السَّبْيِ عَلَى رُؤُوسٍ مَعْلُومَةٍ؟ قَالَ: مَا كَانَ مِنْ صُلْحٍ فَلاَ بَأْسَ.
34349- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ ذِي حُدَّانِ، عَمَّنْ سَمِعَ عَلِيًّا، يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ سَمَّى الْحَرْبَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَدْعَةً. 34350- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ ذِي حُدَّانِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَضَى عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم؛ أَنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ, وَإِنِّي مُحَارِبٌ أَتَكَلَّمُ فِي الْحَرْبِ، قَالَ: وَلَكِنْ إِذَا قُلْتُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَوَاللهِ لأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا لَمْ يَقُلْ. 34351- حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا أَرَادَ غَزْوَةً، وَرَّى بِغَيْرِهَا. 34352- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرًا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنَّ اللَّهَ يُخْرِجُ نَاسًا مِنَ النَّارِ بَعْدَ أَنْ صَارُوا حُمَمًا. قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: الْحَرْبُ خَُِدْعَةٌ. 34353- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةََ، عَنْ سُوَيْد بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ, وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَلأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ. 34354- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: الْحَرْبُ خَُِدْعَةٌ. 34355- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ، فَأَصَابَهُمْ بَرْدٌ شَدِيدٌ، فَقَالَ: لاَ يُوقِدَنَّ رَجُلٌ نَارًا، ثُمَّ قَاتَلَ الْقَوْمَ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ, كَانَ فِي أَصْحَابِي قِلَّةٌ, وَخَشِيتُ أَنْ يَرَى الْقَوْمُ قِلَّتَهُمْ, وَنَهَيْتُهُمْ أَنْ يَتَّبِعُوا الْعَدُوَّ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ كَمِينٌ مِنْ وَرَاءِ الْجَبَلِ، قَالَ: فَأَعْجَبَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم. 34356- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ, لَمَّا لَمْ يَدَعْ عَمْرٌو النَّاسَ أَنْ يُوقِدُوا نَارًا, أَلاَ تَرَى إِلَى هَذَا الَّذِي مَنَعَ النَّاسَ مَنَافِعَهُمْ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: دَعْهُ، فَإِنَّمَا وَلاَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَيْنَا لِعِلْمِهِ بِالْحَرْبِ. 34357- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: مَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ أُحُدٍ بِالْمُشْرِكِينَ، وَكَانَ أَوَّلَ يَوْمٍ مَكَرَ بِهِمْ فِيهِ. 34358- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ، يُقَالَ لَهُ: صُبَيْحٌ: كُنَّا مَعَاشِرَ الْفَطْحِ مَعَ عَلِيٍّ، قَالَ: وَكَانَ عَلِيٌّ رَجُلاً مُجَرِّبًا، قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: الْحَرْبُ خَُِدْعَةٌ، قَالَ: فَيَنْتَهِي إِلَى الصَّخْرَةِ، قَالَ: فَيَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ, صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ, صَخْرَةً، قَالَ: فَنَرَى نَحْنُ أَنَّهُ شَيْءٌ قِيلَ لَهُ، قَالَ: فَيَنْتَهِي إِلَى دِجْلَةَ، فَيَقُولُ: دِجْلَةَ، اللَّهُ أَكْبَرُ, صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ, فَنَرَى نَحْنُ أَنَّهُ شَيْءٌ قِيلَ لَهُ. 34359- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: الْحَرْبُ خَُِدْعَةٌ.
34360- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي الَّذِي أَرْضَعَني مِنْ بَنِي مُرَّةَ، قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى جَعْفَرٍ يَوْمَ مُؤْتَةَ، نَزَلَ عَنْ فَرَسٍ لَهُ شَقْرَاءَ فَعَرْقَبَهَا، ثُمَّ مَضَى فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. 34361- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي غُنْيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ: بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ: لاَ تَعْقِرُوا دَابَّةً حَسَرْتُمُوهَا. 34362- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْعَبْسِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: الْحَسِيرُ لاَ يُعْقَرُ. 34363- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الْهُذَلِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَتِ السَّرَايَا إِذَا بُعِثَتْ قِيلَ لَهَا: لاَ تَعْقِرُوا حَسِيرًا. 34364- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: لاَ تَعْقِرُوا دَابَّةً، وَإِنْ حُسِرَتْ.
34365- حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: حدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ حُمَيْدٍ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: مَنْ وَجَدَ دَابَّةً بِمَهْلَكٍ فَهِيَ لِمَنْ أَحْيَاهَا. 34366- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ فِي الرَّجُلِ يَتْرُكُ الدَّابَّةَ فِي أَرْضِ الْقَفْرِ، قَالَ: هِيَ لِمَنْ أَحْيَاهَا. 34367- حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ؛ فِي رَجُلٍ سَيَّبَ دَابَّتَهُ، فَأَخَذَهَا رَجُلٌ، قَالَ: فَجَاءَ صَاحِبُهَا فَخَاصَمَهُ إِلَى عَامِرٍ، فَقَالَ: هَذَا أَمْرٌ قَدْ قُضِيَ فِيهِ قَبْلَ الْيَوْمِ, إِنْ كَانَ سَيَّبَهَا فِي خَوْفٍ ومَفَازَةٍ فَهُوَ أَحَقُّ بِدَابَّتِهِ، وَإِنْ كَانَ سَيَّبَهَا فِي كَلأ وَأَمْنٍ فَلاَ حَقَّ لَهُ فِيهَا.
34368- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْر، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْفَيْضِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ الرُّعَيْنِيَّ، عَنْ أَبِيهِ، أَحْسِبُ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ شَيَّعَ جَيْشًا فَمَشَى مَعَهُمْ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اغْبَرَّتْ أَقْدَامُنَا فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّمَا شَيَّعْنَاهُمْ، فَقَالَ: جَهَّزْنَاهُمْ وَشَيَّعْنَاهُمْ وَدَعَوْنَا لَهُمْ. 34369- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي غُنْيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ: بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ جَيْشًا إِلَى الشَّامِ فَخَرَجَ يُشَيِّعُهُمْ عَلَى رَاحِلَتِهِ. 34370- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ قَدِمَ جَعْفَرٌ، فَقَالَ: مَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنَا أَفْرَحُ؛ بِقُدُومِ جَعْفَرٍ، أَوْ بِفَتْحِ خَيْبَرَ؟ ثُمَّ تَلَقَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَالْتَزَمَهُ، وَقَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ. 34371- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا وَجَّهَنَا عُمَرُ إِلَى الْكُوفَةِ، مَشَى مَعَنَا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ، فَوَدَّعَنَا وَدَعَا لَنَا، ثُمَّ قَعَدَ يَنْفُضُ رِجْلَيْهِ مِنَ الْغُبَارِ، ثُمَّ رَجَعَ. 34372- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حُدِّثْتُ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: شَيَّعَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلِيًّا وَلَمْ يَتَلَقَّهُ. 34373- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ قَرَظَةَ، قَالَ: شَيَّعْنَا عُمَرُ إِلَى صِرَارٍ.
34374- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ؛ أَنَّهُ كَانَ فِي سَرِيَّةٍ مِنْ سَرَايَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَحَاصَ النَّاسُ حَيْصَةً، فَكُنْت فِيمَنْ حَاصَ، قَالَ: فَقُلْنَا حِينَ فَرَرْنَا: كَيْفَ نَصْنَعُ وَقَدْ فَرَرْنَا مِنَ الزَّحْفِ، وَبُوِّئنَا بِالْغَضَبِ؟ فَقُلْنَا: نَدْخُلُ الْمَدِينَةَ فَنَبِيتُ بِهَا، فَلاَ يَرَانَا أَحَدٌ. قَالَ: فَلَمَّا دَخَلْنَا قُلْنَا: لَوْ عَرَضْنَا أَنْفُسَنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم, فَإِنْ كَانَتْ لَنَا تَوْبَةٌ أَقَمْنَا، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ ذَهَبْنَا، قَالَ: فَجَلَسْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَبْلَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ، فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ, نَحْنُ الْفَرَّارُونَ، قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: بَلْ أَنْتُمَ الْعَكَّارُونَ، قَالَ: فَدَنَوْنَا فَقَبَّلْنَا يَدَهُ، وَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَدْنَا أَنْ نَفْعَلَ، وَأَنْ نَفْعَلَ، قَالَ: أَنَا فِئَةُ الْمُسْلِمِينَ. 34375- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ عُمَرَ قَتْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: إِنْ كُنْتُ لَهُ لَفِئَةً، لَوِ انْحَازَ إِلَيَّ. 34376- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: أنَا فِئَةُ كُلِّ مُسْلِمٍ. 34377- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: بَلَغَ عُمَرَ أَنَّ قَوْمًا صَبَرُوا بِأَذْرَبِيجَانَ حَتَّى قُتِلُوا، فَقَالَ عُمَرُ: لَوِ انْحَازُوا إِلَيَّ لَكُنْتُ لَهُمْ فِئَةً. 34378- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَنْ فَرَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ فَلَمْ يَفِرَّ, وَمَنْ فَرَّ مِنَ اثْنَيْنِ فَقَدْ فَرَّ، يَعْنِي مِنَ الزَّحْفِ. 34379- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ مِنَ الْكَبَائِرِ. 34380- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ طَيْسَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْبَهْدَلِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ مِنَ الْكَبَائِرِ. 34381- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ؛ أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً قَدْ وَلَّى، فَقَالَ لَهُ: حرُّ النَّارِ أَشَدُّ مِنْ حَرِّ السَّيْفِ. 34382- حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حدَّثَنَا التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ أَبُو عُبَيْدَ وَهُزِمَ أَصْحَابُهُ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: أَنَا فِئَتُكُمْ. 34383- حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، قَالَ: حدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ}، قَالَ: نَزَلَتْ فِي أَهْلِ بَدْرٍ. 34384- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ أَبِي لَيْلَى؛ أَنَّ رَجُلَيْنِ فَرَّا يَوْمَ مَسْكَنٍ مِنْ مَغْزَى الْكُوفَةِ, فَأَتَيَا عُمَرَ، فَعَيَّرَهُمَا وَأَخَذَهُمَا بِلِسَانِهِ أَخْذًا شَدِيدًا، وَقَالَ: فَرَرْتُمَا؟ وَأَرَادَ أَنْ يَصْرِفَهُمَا إِلَى مَغْزَى الْبَصْرَةِ، فَقَالاَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, لاَ، بَلْ رُدَّنَا إِلَى الْمَغْزَى الَّذِي فَرَرْنَا مِنْهُ، حَتَّى تَكُونَ تَوْبَتُنَا مِنْ قِبَلِهِ.
34385- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رُدِدْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ يَوْمِ الْجَمَلِ, اسْتَصْغَرُونَا. 34386- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: عَرَضَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْقِتَالِ يوم أُحُدَ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَاسْتَصْغَرَنِي فَرَدَّنِي، ثُمَّ عَرَضَنِي يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ فَأَجَازَنِي، قَالَ نَافِعٌ: حَدَّثْتُ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَحَدٌّ بَيْنَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ, فَكَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ: أَنَّ مَنْ بَلَغَ خَمْسَ عَشْرَةَ فَافْرِضُوا لَهُ فِي الْمُقَاتَلَةِ, وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ فَافْرِضُوا لَهُ فِي الْعِيَالِ. 34387- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ سَمِعْتُ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ: عُرِضْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ قُرَيْظَةَ، فَكَانَ مَنْ أَنْبَتَ قُتِلَ, وَمَنْ لَمْ يُنْبِتْ لَمْ يُقْتَلْ, فَكُنْتُ مِمَّنْ لَمْ يُنْبِتْ، فَلَمْ يَقْتُلْنِي. 34388- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: عُرِضْت أَنَا وَابْنُ عُمَرَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ بَدْرٍ فَاسْتَصْغَرَنَا، وَشَهِدْنَا أُحُدًا.
34389- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الصَّعْبَةِ، عَنْ أَبِي أَفْلَحَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَغْلَةٌ بَيْضَاءُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ, لَوْ شِئْنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ هَذِهِ فَعَلْنَا، قَالَ: وَكَيْفَ؟ قُلْنَا: نَحْمِلُ الْحُمُرَ عَلَى الْخَيْلِ الْعِرَابِ فَتَأْتِي بِهَا، قَالَ: إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ. 34390- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حُسَيْلٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: أُهْدِيتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَغْلَةٌ بَيْضَاءُ، فَقَالَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ: لَوْ شِئْنَا يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ نَتَّخِذَ مِثْلَهَا، قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: نَحْمِلُ الْحُمُرَ عَلَى الْخَيْلِ الْعِرَابِ فَتَأْتِي بِهَا، قَالَ: إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ. 34391- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُهُ: أَيُّمَا رَجُلٍ حَمَلَ حِمَارًا عَلَى عَرَبيةٍ مِنَ الْخَيْلِ، فَامْحُوا مِنْ عَطَائِهِ عَشْرَةَ دَنَانِيرَ. 34392- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُنْزَى حِمَارٌ عَلَى فَرَسٍ. 34393- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانَ، عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنِ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُنْزَى حِمَارٌ عَلَى فَرَسٍ. 34394- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حُسَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: قَالَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ: يَا رَسُولَ اللهِ, أَلاَ نُنْزِي حِمَارًا عَلَى فَرَسٍ, فَتُنْتِجُ مُهْرَةً نَرْكَبُهَا؟ قَالَ: إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ.
34395- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَرِيَّةً، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ, فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ وَيُطِيعُوا، قَالَ: فَأَغْضَبُوهُ فِي شَيْءٍ، فَقَالَ: اجْمَعُوا لِي حَطَبًا, فَجَمَعُوا لَهُ حَطَبًا، قَالَ: أَوْقِدُوا نَارًا, فَأَوْقَدُوا نَارًا، قَالَ: أَلَمْ يَأْمُرْكُمْ أَنْ تَسْمَعُوا لِي وَتُطِيعُوا؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَادْخُلُوهَا، قَالَ: فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ، وَقَالُوا: إِنَّمَا فَرَرْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنَ النَّارِ. قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ سَكَنَ غَضَبُهُ، وَطُفِئَتِ النَّارُ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا, إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ. 34396- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ، فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ, فَمَنْ أَمَرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ لَهُ وَلاَ طَاعَةَ. 34397- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعَثَ عَلْقَمَةَ بْنَ مُجززٍ عَلَى بَعْثٍ أَنَا فِيهِمْ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى رَأْسِ غَزَاتِهِ، أَوْ كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ اسْتَأْذَنَتْهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْجَيْشِ، فَأَذِنَ لَهُمْ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللهِ بْنَ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسٍ السَّهْمِي, فَكُنْت فِيمَنْ غَزَا مَعَهُ. فَلَمَّا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ أَوْقَدَ الْقَوْمُ نَارًا لِيَصْطَلُوا، أَوْ لِيَصْنَعُوا عَلَيْهَا صَنِيعًا، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ، وَكَانَتْ فِيهِ دُعَابَةٌ: أَلَيْسَ لِي عَلَيْكُمُ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَمَا أَنَا بِآمُرُكُمْ بِشَيْءٍ إِلاَّ صَنَعْتُمُوهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكُمْ إِلاَّ تَوَاثَبْتُمْ فِي هَذِهِ النَّارِ, فَقَامَ نَاسٌ فَتَحَجَّزُوا، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُمْ وَاثِبُونَ، قَالَ: أَمْسِكُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ, فَإِنَّمَا أَمْزَحُ مَعَكُمْ، فَلَمَّا قَدِمْنَا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ: مَنْ أَمَرَكُمْ مِنْهُمْ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ تُطِيعُوهُ. 34398- حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لاَ طَاعَةَ لِبَشَرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ. 34399- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لاَ طَاعَةَ لِبَشَرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ. 34400- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ سُوَيْد بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ: يَا أَبَا أُمَيَّةَ, إِنِّي لاَ أَدْرِي لَعَلِّي لاَ أَلْقَاك بَعْدَ عَامِي هَذَا, فَاسْمَعْ وَأَطِعْ وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْك عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجْدَعٌ, إِنْ ضَرَبَك فَاصْبِرْ, وَإِنْ حَرَمَك فَاصْبِرْ, وَإِنْ أَرَادَ أَمْرًا يَنْتَقِصُ دِينَك فَقُلْ: سَمْعٌ وَطَاعَةٌ, دَمِي دُونَ دِينِي, فَلاَ تُفَارِقَ الْجَمَاعَةَ. 34401- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: إِنَّ قُرَيْشًا هُمْ أَئِمَّةُ الْعَرَبِ, أَبْرَارُهَا أَئِمَّةُ أَبْرَارِهَا, وَفُجَّارُهَا أَئِمَّةُ فُجَّارِهَا، وَلِكُلٍّ حَقٌّ، فَأَعْطُوا كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، مَا لَمْ يُخَيَّرْ أَحَدُكُمْ بَيْنَ إِسْلاَمِهِ وَضَرْبِ عُنُقِهِ, فَإِذَا خُيِّرَ أَحَدُكُمْ بَيْنَ إِسْلاَمِهِ وَضَرْبِ عُنُقِهِ، فَلْيَمُدَّ عُنُقَهُ، ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ فَإِنَّهُ لاَ دُنْيَا لَهُ وَلاَ آخِرَةَ بَعْدَ إِسْلاَمِهِ. 34402- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، قَالَ: قَالَ عِتْرِيسُ بْنُ عُرْقُوبٍ، أَوْ مِعْضَدٌ، شَكَّ الأَعْمَشُ، قَالَ: مَا أُبَالِي أَطَعْتُ رَجُلاً فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، أَوْ سَجَدْتُ لِهَذِهِ الشَّجَرَةِ. 34403- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، قَالَ: نَزَلَ مِعْضَدٌ إِلَى جَنْبِ شَجَرَةٍ، فَقَالَ: مَا أُبَالِي أَطَعْتُ رَجُلاً فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، أَوْ سَجَدْتُ لِهَذِهِ الشَّجَرَةِ مِنْ دُونِ اللهِ. 34404- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مُرَايَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، يَقُولُ: لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ. 34405- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا سَلاَّمُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ إِذَا اسْتَعْمَلَ رَجُلاً كَتَبَ فِي عَهْدِهِ: اسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا مَا عَدَلَ فِيكُمْ، قَالَ، فَلَمَّا اسْتَعْمَلَ حُذَيْفَةَ كَتَبَ فِي عَهْدِهِ: أَنِ اسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، وَأَعْطَوْهُ مَا سَأَلَكُمْ . قَالَ: فَقَدِمَ حُذَيْفَةُ الْمَدَائِنَ عَلَى حِمَارٍ عَلَى إِكَافٍ بِيَدِهِ رَغِيفُ وَعَرْقَة. قَالَ وَكِيعٌ: قَالَ مَالِكٌ، عَنْ طَلْحَةَ: سَادِلٌ رِجْلَيْهِ مِنْ جَانِبٍ. قَالَ سَلاَّمٌ: فَلَمَّا قَرَأَ عَلَيْهِمْ عَهْدَهُ، قَالُوا: سَلْنَا، قَالَ: أَسْأَلُكُمْ طَعَامًا آكُلُهُ، وَعَلَفًا لِحِمَارِي هَذَا، قَالَ: فَأَقَامَ فِيهِمْ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ أَنْ اقْدُمْ, فَخَرَجَ، فَلَمَّا بَلَغَ عُمَرَ قُدُومُهُ كَمَنَ لَهُ فِي مَكَانٍ حَيْثُ يَرَاهُ، فَلَمَّا رَآهُ عَلَى الْحَالَِ الَّتِي خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ عَلَيْهَا، أَتَاهُ عُمَرُ فَالْتَزَمَهُ وَقَالَ: أَنْتَ أَخِي وَأَنَا أَخُوك. 34406- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ.
34407- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ؛ أَنَّ حَبِيبَ بْنَ زَيْدٍ قَتَلَهُ مُسَيْلِمَةُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ، خَرَجَ أَخُوهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ وَأُمُّهُ، وَكَانَتْ أُمُّهُ نَذَرَتْ أَنْ لاَ يُصِيبَهَا غُسْلٌ حَتَّى يُقْتَلَ مُسَيْلِمَةُ، فَخَرَجَا فِي النَّاسِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ: جَعَلْتُهُ مِنْ شَأْنِي، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ فَطَعَنْتُهُ بِالرُّمْحِ, فَمَشَى إِلَيَّ فِي الرُّمْحِ، قَالَ: وَنَادَانِي رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ: أَنْ آجرْهُ الرُّمْحَ، قَالَ: فَلَمْ يَفْهَمْ، قَالَ فَنَادَاهُ: أَنْ أَلْقِ الرُّمْحَ مِنْ يَدِكَ، قَالَ: فَأَلْقَى الرُّمْحَ مِنْ يَدِهِ, وَغُلِبَ مُسَيْلِمَةُ. 34408- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، وَهُوَ يَتَحنَّطُ، فَقُلْتُ: أَيْ عَمِ, أَلاَ تَرَى مَا لَقِيَ النَّاسُ؟ فَقَالَ: الآنَ يَا ابْنَ أَخِي. 34409- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَخْرَمَةَ صَرِيعًا يَوْمَ الْيَمَامَةِ, فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ, هَلْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَاجْعَلْ لِي فِي هَذَا الْمِجَنِّ مَاءً، لَعَلِّي أُفْطِرُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ الْحَوْضَ وَهُوَ مَمْلُوءٌ دَمًا, فَضَرَبْتُهُ بِحَجَفَةٍ مَعِي، ثُمَّ اغْتَرَفْتُ مِنْهِ فَأَتَيْتُهُ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ قَضَى. 34410- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كُنْتُ بَيْنَ يَدَيْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَبَيْنِ الْبَرَاءِ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، قَالَ: فَبَعَثَ خَالِدٌ الْخَيْلَ، فَجَاؤُوا مُنْهَزِمِينَ, قَالَ: وَجَعَلَ الْبَرَاءُ يُرْعَدُ، فَجَعَلْتُ أَطِدُهُ إِلَى الأَرْضِ وَهُوَ يَقُولُ, إِنِّي أَجِدُنِي أَفْطُرُ، قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ خَالِدٌ الْخَيْلَ فَجَاؤُوا مُنْهَزِمِينَ، قَالَ: فَنَظَرَ خَالِدٌ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ بَلَدَ إِلَى الأَرْضِ, وَكَانَ يَصْنَعُ ذَلِكَ إِذَا أَرَادَ الأَمْرَ، ثُمَّ قَالَ: يَا بَرَاءُ, أَوحدْ فِي نَفْسِهِ، قَالَ: فَقَالَ: الآنَ؟ قَالَ: فَقَالَ: نَعَمَ الآنَ، قَالَ: فَرَكِبَ الْبَرَاءُ فَرَسَهُ، فَجَعَلَ يَضْرِبُهَا بِالسَّوْطِ, وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا وَهِيَ تَمْصعُ بِذَنَبِهَا، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، إِنَّهُ لاَ مَدِينَةَ لَكُمْ، وَإِنَّمَا هُوَ اللَّهُ وَحْدَهُ وَالْجَنَّةُ، ثُمَّ حَمَلَ وَحَمَلَ النَّاسُ مَعَهُ, فَانْهَزَمَ أَهْلُ الْيَمَامَةِ، حَتَّى أَتَى حِصْنَهُمْ، فَلَقِيَهُ مُحَكِّمُ الْيَمَامَةِ, فقال: يَا بَرَاءُ, فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ، فَاتَّقَاهُ الْبَرَاءُ بِالْحَجَفَةِ, فَأَصَابَ الْحَجَفَةَ، ثُمَّ ضَرَبَهُ الْبَرَاءُ فَصَرَعَهُ، فَأَخَذَ سَيْفَ مُحَكِّمِ الْيَمَامَةِ فَضَرَبَهُ بِهِ حَتَّى انْقَطَعَ، فَقَالَ: قَبَّحَ اللَّهُ مَا بَقِيَ مِنْك, وَرَمَى بِهِ وَعَادَ إِلَى سَيْفِهِ. 34411- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ الزُّبَيْرُ يَتْبَعُ الْقَتْلَى يَوْمَ الْيَمَامَةِ, فَإِذَا رَأَى رَجُلاً بِهِ رَمَقٌ أَجْهَزَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَانْتَهَى إِلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ مَعَ الْقَتْلَى, فَأَهْوَى إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ، فَلَمَّا وَجَدَ مَسَّ السَّيْفِ وَثَبَ يَسْعَى, وَسَعَى الزُّبَيْرُ خَلْفَهُ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا ابْنُ صَفِيَّةَ الْمُهَاجِرِ، قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الرجل، فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى شَدَّ أَخِيك الْكَافِرَ؟ قَالَ: فَحَاصَرَهُ حَتَّى نَجَا. 34412- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ بْنِ الْهَادِّ، قَالَ: أُصِيبَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ. 34413- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ شِعَارُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ, يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ. 34414- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتْ فِي بَنِي سُلَيْمٍ رِدَّةٌ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ, فَجَمَعَ مِنْهُمْ أُنَاسًا فِي حَظِيرَةٍ، حَرَّقَهَا عَلَيْهِمْ بِالنَّارِ, فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرُ, فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ: اِنْزِعْ رَجُلاً يُعَذَّبُ بِعَذَابِ اللهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللهِ لاَ أَشِيمُ سَيْفًا سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عَدُوِّهِ، حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ هُوَ يَشِيمُهُ, وَأَمَرَهُ فَمَضَى مِنْ وَجْهِهِ ذَلِكَ إِلَى مُسَيْلِمَةَ. 34415- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَجَّهَ النَّاسَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، فَأَتَوا عَلَى نَهَرٍ، فَجَعَلُوا أَسَافِلَ أَقْبِيَتِهِمْ فِي حُجَزِهِمْ، ثُمَّ قَطَعُوا إِلَيْهِمْ، فَتَرَامَوْا، فَوَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ, فَنَكَّسَ خَالِدٌ سَاعَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، وَأَنَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَرَاءِ, وَكَانَ خَالِدٌ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ سَاعَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ يُفَرَى لَهُ رَأْيُهُ, فَأَخَذَ الْبَرَاءَ أَفكَلٌ, فَجَعَلْتُ أطِدُهُ إِلَى الأَرْضِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي, إِنِّي لأَفْطُرُ، ثُمَّ قَالَ: يَا بَرَاءُ، قُمْ، فَقَالَ الْبَرَاءُ: الآنَ؟ قَالَ: نَعَمَ، الآنَ. فَرَكِبَ الْبَرَاءُ فَرَسًا لَهُ أُنْثَى, فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ مَا إِلَى الْمَدِينَةِ سَبِيلٌ, إِنَّمَا هِيَ الْجَنَّةُ، فَحَضَّهُمْ سَاعَةً، ثُمَّ مَصَعَ فَرَسَهُ مَصَعَاتٍ, فَكَأَنِّي أَرَاهَا تَمْصَعُ بِذَنَبِهَا، ثُمَّ كَبَسَ وَكَبَسَ النَّاسُ. قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ فِي مَدِينَتِهِمْ ثُلْمَةٌ, فَوَضَعَ مُحَكِّمُ الْيَمَامَةِ رِجْلَيْهِ عَلَيْهَا, وَكَانَ عَظِيمًا جَسِيمًا فَجَعَلَ يَرْتَجِزُ, أَنَا مُحَكِّمُ الْيَمَامَةِ, أَنَا مدارُ الْحلَّةِ, وَأَنَا وَأَنَا. قَالَ: وَكَانَ رَجُلاً هَمِرًا، فَلَمَّا أَمْكَنَهُ مِنَ الضَّرْبِ ضَرَبَهُ، وَاتَّقَاهُ الْبَرَاءُ بِحَجَفَتِهِ، ثُمَّ ضَرَبَ الْبَرَاءُ سَاقَهُ فَقَتَلَهُ, وَمَعَ مُحَكِّمِ الْيَمَامَةِ صَفِيحَةٌ عَرِيضَةٌ, فَأَلْقَى سَيْفَهُ، وَأَخَذَ صَفِيحَةَ مُحَكِّمٍ، فَحَمَلَ فَضَرَبَ بِهَا حَتَّى انْكَسَرَتْ، فَقَالَ: قَبَحَ اللَّهُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَأَخَذَ سَيْفَهُ. 34416- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا مِسْعرٌ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا أَتَاهُ فَتْحُ الْيَمَامَةِ سَجَدَ.
34417- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَامِرٌ، قَالَ: كَتَبَ خَالِدٌ إِلَى مَرَازِبَةِ فَارِسَ وَهُوَ بِالْحِيرَةِ وَدَفَعَهُ إِلَى بَنِي بُقيلَةَ، قَالَ عَامِرٌ: وَأَنَا قَرَأْتُهُ عِنْدَ بَنِي بُقيلَةَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى مَرَازِبَةِ فَارِسَ, سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى, فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ, أَمَّا بَعْدَ حَمْدِ اللهِ الَّذِي فَضَّ خَدَمَتَكُمْ، وَفَرَّقَ كَلِمَتَكُمْ، وَوَهَنَ بَأْسَكُمْ، وَسَلَبَ مُلْكَكُمْ, فَإِذَا جَاءَكُمْ كِتَابِي هَذَا فَابْعَثُوا إِلَيَّ بِالرَّهُنِ, وَاعْتَقِدُوا مِنِّي الذِّمَّةَ, وَأَجِيبُوا إِلَيَّ الْجِزْيَةَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا، فَوَاللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ، لأَسِيرَنَّ إِلَيْكُمْ بِقَوْمٍ يُحِبُّونَ الْمَوْتَ كَحُبِّكُمُ الْحَيَاةَ, وَالسَّلاَمُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى. 34418- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَتَبَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ زَمَنَ الْحِيرَةِ إِلَى مَرَازِبَةِ فَارِسَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إلَى مَرَازِبَةِ فَارِسَ, سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى, أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ, الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّ خَدَمَتَكُمْ، وَفَرَّقَ جَمْعَكُمْ، وَخَالَفَ بَيْنَ كَلِمَتِكُمْ، فَإِذَا جَاءَكُمْ كِتَابِي هَذَا فَاعْتَقِدُوا مِنِّي الذِّمَّةَ, وَأَجِيبُوا إِلَى الْجِزْيَةَ, فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا أَتَيْتُكُمْ بِقَوْمٍ يُحِبُّونَ الْمَوْتَ حُبَّكُمَ لِلْحَيَاةِ. 34419- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى الْحِيرَةِ، نَزَلَ عَلَى بَنِي الْمَرَازِبَةِ، قَالَ: فَأُتِيَ بِالسَّمِّ، فَأَخَذَهُ فَجَعَلَهُ فِي رَاحَتِهِ، وَقَالَ: بِسْمِ اللهِ, فَاقْتَحَمَهُ, فَلَمْ يَضُرَّهُ بِإِذْنِ اللهِ شَيْئًا. 34420- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ، قَالَ: حدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَالَحَنَا أَهْلُ الْحِيرَةِ عَلَى أَلْفِ دِرْهَمٍ وَرَحْلٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَة, مَا كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ بِالرَّحْلِ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ لِصَاحِبٍ لَنَا رَحْلٌ. 34421- حَدَّثَنَا هُشَيم، عَنْ حُصَيْنٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ هَاهُنَا، إِذَا هُوَ بِمَسْلَحَةٍ لأَهْلِ فَارِسَ، عَلَيْهِمْ رَجُلٌ يُقَالَ لَهُ: هزارَ مَرد، قَالَ: فَذَكَرُوا مِنْ عِظَمِ خَلقِهِ وَشَجَاعَتِهِ، قَالَ: فَقَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثُمَّ دَعَا بِغَدَائِهِ فَتَغَدَّى وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى جِيفَتِهِ، يَعْنِي جَسَدَهُ. 34422- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ؛ أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ كَتَبَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى رُسْتُمٍ وَمِهْرَانَ وَمَلأ فَارِسَ, سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى, فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ, أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَعْرِضُ عَلَيْكُمُ الإِسْلاَمَ، فَإِنْ أَقْرَرْتُمْ بِهِ فَلَكُمْ مَا لأَهْلِ الإِسْلاَمِ, وَعَلَيْكُمْ مَا عَلَى أَهْلِ الإِسْلاَمِ, وَإِنْ أَبَيْتُمْ، فَإِنِّي أَعْرِضُ عَلَيْكُمُ الْجِزْيَةَ, فَإِنْ أَقْرَرْتُمْ بِالْجِزْيَةِ، فَلَكُمْ مَا لأَهْلِ الْجِزْيَةِ, وَعَلَيْكُمْ مَا عَلَى أَهْلِ الْجِزْيَةِ, وَإِنْ أَبَيْتُمْ، فَإِنَّ عِنْدِي رِجَالاً تُحِبَّ الْقِتَالَ كَمَا تُحِبَّ فَارِسُ الْخَمْرَ. 34423- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يُحَدِّثُ بِالْحِيرَةِ، عَنْ يَوْمِ مُؤْتَةٍ.
34424- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ يَقُولُ: كَانَ مِهْرَانُ أَوَّلَ السَّنَةِ, وَكَانَتِ الْقَادِسِيَّةُ فِي آخِرِ السَّنَةِ, فَجَاءَ رُسْتُمُ، فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ مِهْرَانُ يَعْمَلُ عَمَلَ الصِّبْيَانِ. 34425- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو عُبَيْدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَبَرَ الْفُرَاتَ إِلَى مِهْرَانَ، فَقَطَعُوا الْجِسْرَ خَلْفَهُ، فَقَتَلُوهُ هُوَ وَأَصْحَابَهُ، قَالَ: فَأَوْصَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: فَرَثَاهُ أَبُو مِحْجَنٍ الثَّقَفِيُّ، فَقَالَ: أَمْسَى أَبُو جَبْرٍ خَلاَءَ بُيُوتُهُ بِمَا كَانَ يَغْشَاهُ الْجِيَاعُ الأَرَامِلُ. أَمْسَى أَبُو عَمْرٍو لَدَى الْجِسْرِ مِنْهُمْ إلَى جَانِبِ الأَبْيَاتِ حزمٌ وَنَائِلُ. وَمَا زِلْتَ حَتَّى كُنْتَ آخِرَ رَائِحٍ وَقُتِّلَ حَوْلِي الصَّالِحُونَ الأَمَاثِلُ. وَحَتَّى رَأَيْتُ مُهْرَتِي مُزْبَئِرَّة لَدَى الْفيلِ يَدْمَى نَحْرُهَا الشَّوَاكِلُ. 34426- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: عَبَرَ أَبُو عُبَيْدِ بْنُ مَسْعُودٍ يَوْمَ مِهْرَانَ فِي أُنَاسٍ، فَقُطِعَ بِهِمُ الْجِسْرَ, فَأُصِيبُوا، قَالَ: قَالَ قَيْسٌ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ مِهْرَانَ، قَالَ أُنَاسٌ فِيهِمْ خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ لِجَرِيرٍ: يَا جَرِيرُ, لاَ وَاللهِ، لاَ نَرِيمُ عَرْصَتِنَا هَذِهِ، فَقَالَ: اُعْبُرْ يَا جَرِيرُ بِنَا إِلَيْهِمْ، فَقُلْتُ: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَفْعَلُوا بِنَا مَا فَعَلُوا بِأَبِي عُبَيْدٍ؟ إِنَّا قَوْمٌ لَسْنَا بسُبَّاحَ، أَنْ نَبْرَحَ، أَوْ أَنْ نَرِيمَ الْعَرْصَةَ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ, فَعَبَرَهُ الْمُشْرِكُونَ فَأُصِيبَ يَوْمَئِذٍ مِهْرَانُ وَهُوَ عِنْدَ النَّخِيلَةِ. 34427- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ لِي جَرِيرٌ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى مِهْرَانَ, فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَيْثُ اقْتَتَلُوا، فَقَالَ لِي: لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِيمَا هَاهُنَا فِيَّ مِثْلُ حَرِيقِ النَّارِ, يَطْعَنْونِي مِنْ كُلِّ جَانِبٍ بِنَيَازِكِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُ الْهَلَكَةَ جَعَلْتُ أَقُولُ: يَا فَرَسِي، أَلاَ يَا جَرِيرُ, فَسَمِعُوا صَوْتِي فَجَاءَتْ قَيْسٌ, مَا يَرُدَّهُمْ شَيٌء حَتَّى تَخَلِّصُونِي, قُلْتُ: فَلَقَدْ عَبَرْتُ شَهْرًا، مَا أَرْفَعُ لِي جَنْبًا مِنْ أَثَرِ النَّيَازِكَ. قَالَ: قَالَ قَيْسٌ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا نَخُوضُ دِجْلَةَ، وَإِنَّ أَبْوَابَ الْمَدَائِنِ لَمُغْلَقَةٌ. 34428- حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حدَّثَنَا التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَهُزِمَ أَصْحَابُهُ، قَالَ عُمَرُ: أَنَا فِئَتُكُمْ. 34429- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ عُمَرُ قَتْلَ أَبِي عُبَيْدٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: إِنْ كُنْتُ لَهُ فِئَةً، لَوِ انْحَازَ إِلَيَّ. 34430- حَدَّثَنَا مَحْبُوبٌ الْقَوَارِيرِيُّ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْحَارِثِ النَّخَعِيِّ، قَالَ: حدَّثَنَا أَشْيَاخُ النَّخَعِ؛ أَنَّ جَرِيرًا لَمَّا قَتَلَ مِهْرَانَ نَصَبَ، أَوْ رَفَعَ رَأْسَهُ عَلَى رُمْحٍ. 34431- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ؛ أَنَّهُ مَرَّ بِرَجُلٍ يَوْمَ أَبِي عُبَيْدٍ، وَقَدْ قُطِعَتْ يَدَاهُ وَرِجْلاَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ مَرَّ عَلَيْهِ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: امْرُؤٌ مِنَ الأَنْصَارِ.
34432- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: شَهِدْتُ الْقَادِسِيَّةَ، وَكَانَ سَعْدٌ عَلَى النَّاسِ، وَجَاءَ رُسْتُمٌ، فَجَعَلَ عَمْرَو بْنُ مَعْدِي كَرِبٍ الزُّبَيْدِيُّ يَمُرُّ عَلَى الصُّفُوفِ، وَيَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ, كُونُوا أُسُودًا أَشِدَّاءً، فَإِنَّمَا الأَسَدَ مَنْ أَغْنَى شَأْنَهُ, إِنَّمَا الْفَارِسِيَّ تَيْسٌ بَعْدَ أَنْ يُلْقِي نَيْزَكَهُ، قَالَ: وَكَانَ مَعَهُمْ أَسْوَارٌ لاَ تَسْقُطُ لَهُ نُشَّابَةٌ, فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا ثَوْرٍ, اتَّقِ ذَاكَ، قَالَ: فَإِنَّا لَنَقُولُ ذَاكَ إِذْ رَمَانَا فَأَصَابَ فَرَسَهُ, فَحَمَلَ عَمْرٌو عَلَيْهِ فَاعْتَنَقَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، فَأَخَذَ سَلَبَهُ، سِوَارَيْ ذَهَبٍ كَانَا عَلَيْهِ، وَمِنْطَقَةً وَقَبَاءَ دِيبَاجٍ. وَفَرَّ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ، فَخَلاَ بِالْمُشْرِكِينَ، فَأَخْبَرَهُمْ، فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ فِي هَذَا الْجَانِبِ, وَأَشَارَ إِلَى بَجِيلَةَ، قَالَ: فَرَمَوْا إِلَيْنَا سِتَّةَ عَشَرَ فِيلاً، عَلَيْهَا الْمُقَاتِلَةُ, وَإِلَى سَائِرِ النَّاسِ فِيلَيْن، قَالَ: فَكَانَ سَعْدٌ يَقُولُ يَوْمَئِذٍ: ذَبَّوا عَنْ بَجِيلَة. قَالَ قَيْسٌ: وَكُنَّا رُبْعُ النَّاسِ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ, فَأَعْطَانَا عُمَرُ رُبْعَ السَّوَادِ، فَأَخَذْنَاهُ ثَلاَثَ سِنِينَ. فَوَفَدَ بَعْدَ ذَلِكَ جَرِيرٌ إِلَى عُمَرَ، وَمَعَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَقَالَ عُمَرُ: أَلاَ تُخْبِرَانِي عَنْ مَنْزِلَيْكُمْ هَذَيْنِ؟ وَمَعَ ذَلِكَ إِنِّي لأَسأْلْكُمَا، وَإِنِّي لأََتَبَيَّنُ فِي وُجُوهِكُمَا أَيَّ الْمَنْزِلَيْنِ خَيْرٌ؟ قَالَ: فَقَالَ جَرِيرٌ: أَنَا أُخْبِرَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, أَمَّا أَحَدُ الْمَنْزِلَيْنِ فَأَدْنَى نَخْلَةً مِنَ السَّوَادِ إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ, وَأَمَّا الْمَنْزِلُ الآخَرُ فَأَرْضُ فَارِسَ، وَعَكُهَا وَحَرُّهَا وَبَقُّهَا، يَعْنِي الْمَدَائِنَ، قَالَ: فَكَذَّبَنِي عَمَّارٌ، فَقَالَ: كَذَبْتَ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: أَنْتَ أَكْذَبُ . قَالَ: ثُمَّ قَالَ: أَلاَ تُخْبِرُونِي عَنْ أَمِيرِكُمْ هَذَا، أَمُجْزئٌ هُوَ؟ قَالُوا: لاَ وَاللهِ، مَا هُوَ بِمُجْرِئٍ، وَلاَ كَافٍ، وَلاَ عَالِمٍ بِالسِّيَاسَةِ، فَعَزَلَهُ وَبَعَثَ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ. 34433- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: كَانَ سَعْدٌ قَدَ اشْتَكَى قُرْحَةً فِي رِجْلِهِ يَوْمَئِذٍ, فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى الْقِتَالِ، قَالَ: فَكَانَتْ مِنَ النَّاسِ انْكِشَافَةٌ، قَالَ: فَقَالَتِ امْرَأَةُ سَعْدٍ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ الْمُثَنَّى بْنِ حَارِثَةَ الشَّيْبَانِيِّ: لاَ مُثَنَّى لِلْخَيْلِ, فَلَطَمَهَا سَعْدٌ، فَقَالَتْ: جُبْنًا وَغَيْرَةً، قَالَ: ثُمَّ هَزَمْنَاهُمْ. 34434- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ؛ أَنَّ امْرَأَةَ سَعْدٍ كَانَتْ يُقَالَ لَهَا: سَلْمَى بِنْتَ خَصَفَةَ، امْرَأَةُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ، يُقَالَ لَهُ: الْمُثَنَّى بْنُ الْحَارِثَةِ، وَأَنَّهَا ذَكَرَتْ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ مُثَنَّى فَلَطَمَهَا سَعْدٌ، فَقَالَتْ: جُبْنٌ وَغَيْرَةٌ. 34435- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أُتِيَ سَعْدٌ بِأَبِي مِحْجَنٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَقَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ، فَأَمَرَ بِهِ إِلَى الْقَيْدِ، قَالَ: وَكَانَ بِسَعْدٍ جِرَاحَةٌ, فَلَمْ يَخْرُجْ يَوْمَئِذٍ إِلَى النَّاسِ، قَالَ: وَصَعِدُوا بِهِ فَوْقَ الْعُذَيْبِ لِيَنْظُرَ إِلَى النَّاسِ، قَالَ: وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْخَيْلِ خَالِدَ بْنَ عُرْفُطَةَ، فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ، قَالَ أَبُو مِحْجَنٍ: كَفَى حُزْنًا أَنْ تُرْدَى الْخَيْلُ بِالْقَنَا *** وَأُتْرَكُ مَشْدُودًا عَلَيَّ وَثَاقِيَا فَقَالَ لاِبْنَةِ خَصَفَةَ، امْرَأَةِ سَعْدٍ: أَطْلِقِينِي وَلَكِ عَلَيَّ إِنْ سَلَّمَنِيَ اللَّهُ أَنْ أَرْجِعَ حَتَّى أَضَعَ رِجْلِي فِي الْقَيْدِ, وَإِنْ قُتِلْتُ اسْتَرَحْتُمْ، قَالَ: فَحَلَّتْهُ حِينَ الْتَقَى النَّاسُ. قَالَ: فَوَثَبَ عَلَى فَرَسٍ لِسَعْدٍ يُقَالَ لَهَا: الْبَلْقَاءُ، قَالَ، ثُمَّ أَخَذَ رُمْحًا، ثُمَّ خَرَجَ, فَجَعَلَ لاَ يَحْمِلُ عَلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْعَدُوِّ إِلاَّ هَزَمَهُمْ، قَالَ: وَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ: هَذَا مَلَكٌ, لِمَا يَرَوْنَهُ يَصْنَعُ، قَالَ: وَجَعَلَ سَعْدٌ يَقُولُ: الضَّبْرُ ضَبْرُ الْبَلْقَاءِ، وَالطَّعَنُ طَعَنُ أَبِي مِحْجَنٍ، وَأَبُو مِحْجَنٍ فِي الْقَيْدِ. قَالَ، فَلَمَّا هُزِمَ الْعَدُوَّ، رَجَعَ أَبُو مِحْجَنٍ حَتَّى وَضَعَ رِجْلَيْهِ فِي الْقَيْدِ, فَأَخْبَرَتْ بِنْتُ خَصَفَةَ سَعْدًا بِاَلَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ، قَالَ: فَقَالَ سَعْدٌ: وَاللهِ لاَ أَضْرِبُ الْيَوْمَ رَجُلاً أَبْلَى اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى يَدَيْهِ مَا أَبْلاَهُمْ، قَالَ: فَخَلَّى سَبِيلَهُ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو مِحْجَنٍ: قَدْ كُنْتُ أَشْرَبُهَا حَيْثُ كَانَ يُقَامُ عَلَيَّ الْحَدُّ، فَأَظْهَرُ مِنْهَا, فَأَمَّا إِذْ بَهْرَجَتْنِي فَلاَ وَاللهِ لاَ أَشْرَبُهَا أَبَدًا. 34436- حَدَّثَنَا عَفَّانٌ، قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: جَاءَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ حَتَّى نَزَلَ الْقَادِسِيَّةَ وَمَعَهُ النَّاسُ، قَالَ: فَمَا أَدْرِي لَعَلَّنَا أَنْ لاَ نَزِيدَ عَلَى سَبْعَةِ آلاَفٍ، أَوْ ثَمَانِيَةِ آلاَفٍ، بَيْنَ ذَلِكَ, وَالْمُشْرِكُونَ سِتُونَ أَلْفًا، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ, مَعَهُمَ الْفُيُولُ، قَالَ: فَلَمَّا نَزَلُوا، قَالُوا لَنَا: ارْجِعُوا فَإِنَّا لاَ نَرَى لَكُمْ عَدَدًا, وَلاَ نَرَى لَكُمْ قُوَّةً، وَلاَ سِلاَحًا, فَارْجِعُوا، قَالَ: قُلْنَا: مَا نَحْنُ بِرَاجِعِينَ، قَالَ: وَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ بِنَبْلِنَا، وَيَقُولُونَ: دُوك، يُشَبِّهُونَهَا بِالْمُغَازَلِ، قَالَ: فَلَمَّا أَبَيْنَا عَلَيْهِمْ، قَالُوا: ابْعَثُوا إِلَيْنَا رَجُلاً عَاقِلاً يُخْبِرُنَا بِاَلَّذِي جَاءَ بِكُمْ مِنْ بِلاَدِكُمْ, فَإِنَّا لاَ نَرَى لَكُمْ عَدَدًا، وَلاَ عُدَّةً. قَالَ: فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: أَنَا، قَالَ: فَعَبَرَ إِلَيْهِمْ، قَالَ: فَجَلَسَ مَعَ رُسْتُمٍ عَلَى السَّرِيرِ، قَالَ: فَنَخَرَ وَنَخَرُوا حِينَ جَلَسَ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ: وَاللَّهِ مَا زَادَنِي فِي مَجْلِسِي هَذَا، وَلاَ نَقَصَ صَاحِبُكُمْ، قَالَ: فَقَالَ: أَخْبَرُونِي مَا جَاءَ بِكُمْ مِنْ بِلاَدِكُمْ, فَإِنِّي لاَ أَرَى لَكُمْ عَدَدًا، وَلاَ عُدَّةً؟ قَالَ: فَقَالَ: كُنَّا قَوْمًا فِي شَقَاءٍ وَضَلاَلَةٍ، فَبَعَثَ اللَّهُ فِينَا نَبِيَّنَا، فَهَدَانَا اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، وَرَزَقَنَا عَلَى يَدَيْهِ، فَكَانَ فِيمَا رَزَقَنَا حَبَّةٌ، زَعَمُوا أَنَّهَا تَنْبُتُ بِهَذِهِ الأَرْضِ، فَلَمَّا أَكَلْنَا مِنْهَا، وَأَطْعَمْنَا مِنْهَا أَهْلِينَا، قَالُوا: لاَ خَيْرَ لَنَا حَتَّى تَنْزِلُوا هَذِهِ الْبِلاَدَ فَنَأْكُلُ هَذِهِ الْحَبَّةَ. قَالَ: فَقَالَ رُسْتُمُ: إِذًا نَقْتُلُكُمْ، قَالَ: فَقَالَ: فَإِنْ قَتَلْتُمُونَا دَخَلْنَا الْجَنَّةَ, وَإِنْ قَتَلْنَاكُمْ دَخَلْتُمَ النَّارَ, وَإِلاَّ أَعْطَيْتُمَ الْجِزْيَةَ، قَالَ: فَلَمَّا قَالَ أَعْطَيْتُمَ الْجِزْيَةَ، قَالَ: صَاحُو وَنَخَرُوا، وَقَالُوا: لاَ صُلْحَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ: أَتَعْبُرُونَ إِلَيْنَا، أَوْ نَعْبُرُ إِلَيْكُمْ؟ قَالَ: فَقَالَ رُسْتُمٌ: بَلْ نَعْبُرُ إِلَيْكُمْ, قَالَ: فَاسْتَأْخَرَ عَنْهُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى عَبَرَ مِنْهُمْ مَنْ عَبَرَ، قَالَ: فَحَمَلَ عَلَيْهِمَ الْمُسْلِمُونَ فَقَتَلُوهُمْ وَهَزَمُوهُمْ. قَالَ حُصَيْنٌ: كَانَ مَلِكُهُمْ رُسْتُمُ مِنْ أَهْلِ آذَرْبِيجَانَ. قَالَ حُصَيْنٌ: وَسَمِعْتُ شَيْخًا مِنَّا، يُقَالَ لَهُ: عُبَيْدُ بْنُ جَحْشٍ: قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا نَمْشِي عَلَى ظُهُورِ الرِّجَالِ, نَعْبُرُ الْخَنْدَقَ عَلَى ظُهُورِ الرِّجَالِ, مَا مَسَّهُمْ سِلاَحٌ, قَدْ قَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، قَالَ: وَوَجَدْنَا جِرَابًا فِيهِ كَافُورٌ، قَالَ: فَحَسِبْنَاهُ مِلْحًا، لاَ نَشُكُّ فِيهِ أَنَّهُ مِلْحٌ، قَالَ: فَطَبَخْنَا لَحْمًا، فَطَرَحْنَا مِنْهُ فِيهِ، فَلَمَّا لَمْ نَجِدْ لَهُ طَعْمًا، فَمَرَّ بِنَا عِبَادِيٌّ مَعَهُ قَمِيصٌ، قَالَ: فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُعْبِرِينَ, لاَ تُفْسِدُوا طَعَامَكُمْ، فَإِنَّ مِلْحَ هَذِهِ الأَرْضِ لاَ خَيْرَ فِيهِ, هَلْ لَكُمْ أَنْ أُعْطِيَكُمْ فِيهِ هَذَا الْقَمِيصَ، قَالَ: فَأَعْطَانَا بِهِ قَمِيصًا, فَأَعْطَيْنَاهُ صَاحِبًا لَنَا فَلَبِسَهُ، قَالَ: فَجَعَلْنَا نُطِيفُ بِهِ وَنُعْجَبُ، قَالَ: فَإِذَا ثَمَنُ الْقَمِيصِ حِينَ عَرَفْنَا الثِّيَابَ دِرْهَمَانِ. قَالَ: وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَشَرْتُ إِلَى رَجُلٍ، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَسِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، وَإِنَّ سِلاَحَهُ تَحْت فِي قَبْرٍ مِنْ تِلْكَ الْقُبُورِ, وَأَشَرْتُ إِلَيْهِ فَخَرَجَ إِلَيْنَا، قَالَ: فَمَا كَلَّمَنَا وَلاَ كَلَّمْنَاهُ حَتَّى ضَرَبْنَا عُنُقَهُ، فَهَزَمْنَاهُمْ حَتَّى بَلَغُوا الْفُرَاتَ، قَالَ: فَرَكِبْنَا فَطَلَبْنَاهُمْ فَانْهَزَمُوا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى سُورَاءَ، قَالَ: فَطَلَبْنَاهُمْ فَانْهَزَمُوا حَتَّى أَتَوْا الصَّراةَ، قَالََ: فَطَلَبْنَاهُمْ فَانْهَزَمُوا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى الْمَدَائِنِ، قَالَ: فَنَزَلْنَا كُوْثَى، قَالَ: وَمَسْلحَةً لِلْمُشْرِكِينَ بِدَيْرِي مِنَ الْمَسَالحِ تَأْتِيهمْ خَيْلُ الْمُسْلِمِينَ فَتُقَاتِلُهُمْ, فَانْهَزَمَتْ مَسْلحَةُ الْمُشْرِكِينَ، حَتَّى لَحِقُوا بِالْمَدَائِنِ.
وَسَارَ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى نَزَلُوا عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ، وَعَبَرَ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كَلْوَاذَى، أَوْ مِنْ أَسْفَلَ مِنَ الْمَدَائِنِ، فَحَصَرُوهُمْ حَتَّى مَا يَجِدُونَ طَعَامًا، إِلاَّ كِلاَبَهُمْ وَسَنَانِيرَهُمْ، قَالَ: فَتَحَمَّلُوا فِي لَيْلَةٍ حَتَّى أَتَوْا جَلُولاَءَ، قَالَ: فَسَارَ إِلَيْهِمْ سَعْدٌ بِالنَّاسِ، وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ هَاشِمُ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: وَهُيَ الْوَقْعَةُ الَّتِي كَانَتْ، قَالَ: فَأَهْلَكَهُمَ اللَّهُ، وَانْطَلَقَ فَلَّهُمْ إِلَى نَهَاوَنْدَ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو وَائِلٍ: إِنَّ الْمُشْرِكِينَ لَمَّا انْهَزَمُوا مِنْ جَلُولاَءَ أَتَوْا نَهَاوَنْد، قَالَ: فَاسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ, وَعَلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ مُجَاشِعَ بْنَ مَسْعُودٍ السُّلَّمِيَّ، قَالَ: فَأَتَاهُ عَمْرَو بْنَ مَعْدِي كَرِبَ، فَقَالَ لَهُ: أَعْطِنِي فَرَس مِثْلِي، وَسِلاَحَ مِثْلِي، قَالَ: نَعَمْ, أُعْطِيكَ مِنْ مَالِي، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ: وَاللهِ لَقَدْ هَاجَيْنَاكُمْ فَمَا أَفْحَمْنَاكُمْ، وَقَاتَلْنَاكُمْ فَمَا أَجَبْنَاكُمْ, وَسَأَلْنَاكُمْ فَمَا أَبْخَلْنَاكُمْ. قَالَ حُصَيْنٌ: وَكَانَ النُّعْمَانُ بْنُ مُقَرَّنٍ عَلَى كَسْكَرَ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ كَسْكَرَ مَثَلُ رَجُلٍ شَابٍّ عِنْدَ مُومِسَةٍ، تُلَوَّنُ لَهُ وَتُعَطَّرُ, وَإِنِّي أَنْشُدُك بِاللهِ لَمَا عَزَلَتْنِي عَنْ كَسْكَرَ, وَبَعَثْتَنِي فِي جَيْشٍ مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ: سِرْ إِلَى النَّاسِ بِنَهَاوَنْد، فَأَنْتَ عَلَيْهِمْ. قَالَ: فَسَارَ إِلَيْهِمْ، قَالَ: فَالْتَقَوْا، فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ، قَالَ: وَأَخَذَ سُوَيْد بْنُ مُقَرَّنٍ الرَّايَةَ، فَفَتَحَ اللَّهُ لَهُمْ، وَأَهْلَكَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ, فَلَمْ تَقُمْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ بَعْدَ يَوْمَئِذٍ. قَالَ: وَكَانَ أَهْلُ كُلِّ مِصْرٍ يَسِيرُونَ إِلَى عَدُوِّهِمْ وَبِلاَدِهِمْ. قَالَ حُصَيْنٌ: لَمَّا هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ مِنَ الْمَدَائِنِ، لَحِقَهُمْ بِجَلُولاَءَ، ثُمَّ رَجَعَ وَبَعَثَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ, فَسَارَ حَتَّى نَزَلَ الْمَدَائِنَ، قَالَ: وَأَرَادَ أَنْ يَنْزِلَهَا بِالنَّاسِ, فَاجْتَوَاهَا النَّاسُ وَكَرِهُوهَا, فَبَلَغَ عُمَرُ أَنَّ النَّاسَ كَرِهُوهَا، فَسَأَلَ: هَلْ تصْلَحُ بِهَا الإِبِلُ؟ قَالُوا: لاَ, لأَنَّ بِهَا الْبَعُوضَ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: فَإِنَّ الْعَرَبَ لاَ تصْلَحُ بِأَرْضٍ لاَ تصْلَحُ بِهَا الإِبِلُ، قَالَ: فَرَجَعُوا، قَالَ: فَلَقِيَ سَعْدٌ عِبَادِيًّا، قَالَ: فَقَالَ: أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَرْضٍ ارْتَفَعَتْ مِنَ الْبَقَّةِ، وَتَطَأْطَأَتْ مِنَ السَّبْخَةِ، وَتَوَسَّطَتِ الرِّيفَ، وَطَعَنَتْ فِي أَنْفِ البَّرِيةِ، قَالَ: أَرْضٌ بَيْنَ الْحِيرَةِ وَالْفُرَاتِ. 34437- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْك أَهْلَ الْحِجَازِ وَأَهْلَ الْيَمَنِ, فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْهُمَ الْقِتَالَ قَبْلَ أَنْ يَتَفَقَّؤُوا، فَأَسْهِمْ لَهُمْ. 34438- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ: اللَّهُمَّ إِنَّ حُدَية سَوْدَاءُ بَدِيةٌ؟ فَزَوِّجْنِي الْيَوْمَ مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقُتِلَ، قَالَ: فَمَرُّوا عَلَيْهِ وَهُوَ مُعَانِقُ رَجُلٍ عَظِيمٍ. 34439- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَقَدْ قُطِعَتْ يَدَاهُ وَرِجْلاَهُ، وَهُوَ يُفْحَصُ وَهُوَ يَقُولُ: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، قَالَ: فَقَالَ: مَا أَنْتَ يَا عَبْدَ اللهِ؟ قَالَ: أَنَا امْرُؤٌ مِنَ الأَنْصَارِ. 34440- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: أَمَرَنِي عُمَرُ أَنْ أُنَادِيَ بِالْقَادِسِيَّةِ: لاَ يُنْبَذُ فِي دُبَّاءَ، وَلاَ حَنْتَمٍ، وَلاَ مُزَفَّتٍ. 34441- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ, عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ بِالْقَادِسِيَّةِ, وَكَتَبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الأَرْقَمِ. 34442- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ شِبْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْقَادِسِيَّةِ قَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ فَدَعَا إِلَى الْمُبَارِزَةِ، فَذَكَرَ مِنْ عِظَمِهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ قَصِيرٌ، يُقَالَ لَهُ: شِبْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْفَارِسِيُّ هَكَذَا، يَعْنِي احْتَمَلَهُ، ثُمَّ ضَرَبَ بِهِ الأَرْضَ فَصَرَعَهُ، قَالَ: فَأَخَذَ شِبْرٌ خِنْجَرًا كَانَ مَعَ الْفَارِسِيِّ، فَقَالَ بِهِ فِي بَطْنِهِ هَكَذَا، يَعْنِي فَخَضْخَضَهُ، قَالَ: ثُمَّ انْقَلَبَ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ جَاءَ بِسَلْبِهِ إِلَى سَعْدٍ، فَقُوِّمَ بِاثْنَيْ عَشْرَ أَلْفًا، فَنَفَلَهُ سَعْدٌ إِيَاهُ. 34443- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِِ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ شِبْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ، قَالَ: بَارَزْتُ رَجُلاً يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ مِنَ الأَعَاجِمِ فَقَتَلْتُهُ، وَأَخَذْتُ سَلَبَهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ سَعْدًا, فَخَطَبَ سَعْدٌ أَصْحَابَهُ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا سَلَبُ شِبْرٍ، وَهُوَ خَيْرٌ مِنَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ, وَإِنَّا قَدْ نَفَلْنَاهُ إِيَّاهُ. 34444- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَمَّنْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ، قَالَ: بَيْنَا رَجُلٌ يَغْتَسِلُ إِذْ فَحَصَ لَهُ الْمَاءُ التُّرَابَ عَنْ لَبِنَةٍ مِنْ ذَهَبٍ, فَأَتَى سَعْدًا فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: اجْعَلْهَا فِي غَنَائِمِ الْمُسْلِمِينَ. 34445- حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَمَّنْ أَدْرَكَ ذَاكَ؛ أَنَّ رَجُلاً اشْتَرَى جَارِيَةً مِنَ الْمَغْنَمِ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا قَدْ خَلُصَتْ لَهُ، أَخْرَجَتْ حُلِيًّا كَثِيرًا كَانَ مَعَهَا، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا أَدْرِي مَا هَذَا, حَتَّى آتِيَ سَعْدًا فَأَسْأَلَهُ، فَقَالَ: اجْعَلْهُ فِي غَنَائِمِ الْمُسْلِمِينَ. 34446- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: بَاعَ سَعْدٌ طَسْتًا بِأَلْفِ دِرْهَمٍ مِنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ, فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ عُمَرَ بَلَغَهُ هَذَا عَنْك فَوَجَدَ عَلَيْك، قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يَطْلُبُ إِلَى النَّصْرَانِيِّ، حَتَّى رَدَّ عَلَيْهِ الطَّسْتَ وَأَخَذَ الأَلْفَ. 34447- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْيَاخُ الْحَيِّ، قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: لَقَدْ أَتَى عَلَى نَهْرِ الْقَادِسِيَّةِ ثَلاَثُ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ، مَا يَجْرِي إِلاَّ بِالدَّمِ، مِمَّا قَتَلْنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. 34448- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ، قَالَ: لَمَّا قَدِمْنَا مِنَ الْيَمَنِ نَزَلْنَا الْمَدِينَةَ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا عُمَرُ، فَطَافَ فِي النَّخْعِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النَّخْعِ, إِنِّي أَرَى السَّرْو فِيكُمْ مُتَرَبِّعًا، فَعَلَيْكُمْ بِالْعِرَاقِ وَجُمُوعِ فَارِسَ, فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لاَ، بَلَ الشَّامُ نُرِيدُ الْهِجْرَةَ إِلَيْهَا، قَالَ: لاَ، بَلَ الْعِرَاقُ, فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُهَا لَكُمْ، قَالَ: حَتَّى قَالَ بَعْضُنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ، قَالَ: فَلاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ, عَلَيْكُمْ بِالْعِرَاقِ، قَالَ: فِيهَا جُوعُ الْعَجَمِ، وَنَحْنُ أَلْفَانِ وَخَمْسُ مِئَةٍ، قَالَ: فَأَتَيْنَا الْقَادِسِيَّةَ، فَقُتِلَ مِنَ النَّخْعِ وَاحِد, وَكَذَا وَكَذَا رَجُلاً مِنْ سَائِرِ النَّاسِ ثَمَانُونَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا شَأْنُ النَّخْعِ, أُصِيبُوا مِنْ بَيْنِ سَائِرِ النَّاسِ؟ أَفَرَّ النَّاسُ عَنْهُمْ؟ قَالُوا: لاَ، بَلْ وَلُوا عُظْمَ الأَمْرِ وَحْدَهُمْ. 34449- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرَّتِ النَّخْعُ بِعُمَرَ، فَأَتَاهُمْ فَتَصَفَّحَهُمْ، وَهُمْ أَلْفَانِ وَخَمْسُ مِئَةٍ, وَعَلَيْهِمْ رَجُلٌ، يُقَالَ لَهُ: أَرْطَاةُ، فَقَالَ: إِنِّي لأَرَى السَّرْو فِيكُمْ مُتَرَبِّعًا، سِيرُوا إِلَى إِخْوَانِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ, فَقَالُوا: لاَ، بَلْ نَسِيرُ إِلَى الشَّامِ، قَالَ: سِيرُوا إِلَى الْعِرَاقِ, فَقَالُوا: لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ، فَقَالَ: سِيرُوا إِلَى الْعِرَاقِ، فَلَمَّا قَدِمُوا الْعِرَاقَ جَعَلُوا يَحْبِسُونَ الْمهْرَ فَيَذْبَحُونَهُ, فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ: أَصْلِحُوا، فَإِنَّ فِي الأَمْرِ مَعْقِلاً، أَوْ نَفْسًا. 34450- وَسَمِعْت أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، يَقُولُ: كَانَتْ بَنُو أَسَدٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ أَرْبَعُ مِئَةٍ, وَكَانَتْ بَجِيلَةُ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ, وَكَانَتِ النَّخْعُ أَلْفَيْنِ وَثَلاَثُ مِئَةٍ, وَكَانَتْ كِنْدَةُ نَحْوَ النَّخْعِ، وَكَانُوا كُلُّهُمْ عَشَرَةَ آلاَفٍ, وَلَمْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ أَقَلَّ مِنْ مُضَرَ. 34451- سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ؛ أَنَّ عُمَرَ فَضَّلَهُمْ، فَأَعْطَى بَعْضَهُمْ أَلْفَيْنِ, وَبَعْضَهُمْ سِتَّ مِئَةٍ. 34452- وَذَكَرَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ؛ فِي قَوْلِهِ: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، قَالَ: أَهْلُ الْقَادِسِيَّةِ. 34453- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أُمَرَاءِ الْكُوفَةِ: أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ جَاءَنِي مَا بَيْنَ الْعُذَيْبِ وَحُلْوَانَ, وَفِي ذَلِكُمْ مَا يَكْفِيكُمْ إِنَ اتَّقَيْتُمْ وَأَصْلَحْتُمْ، قَالَ: وَكَتَبَ: اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْعَدُوِّ مَفَازَةً. 34454- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَوْنٍ بن عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مُرَّ عَلَى رَجُلٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَقَدِ انْتَثَرَ بَطْنُهُ، أَوْ قَصَبُهُ، قَالَ لِبَعْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيْهِ: ضُمَّ إِلَيَّ مِنْهُ، أَدْنُو قِيدَ رُمْحٍ، أَوْ رُمْحَيْنِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ: فَمَرَّ عَلَيْهِ وَقَدْ فَعَلَ. 34455- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَصْحَابَ عُبَيْدٍ يَشْرَبُونَ نَبِيذَ الْقَادِسِيَّةِ، وَفِيهِمْ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ. 34456- حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ حَسَنٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، قَالَ: اشْتَرَى طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ أَرْضًا مِنَ نَشَاسْتَجُ، نَشَاسْتَجُ بَنِي طَلْحَةَ, هَذَا الَّذِي عِنْدَ السَّيْلَحِينِ, فَأَتَى عُمَرُ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنِّي اشْتَرَيْت أَرْضًا مُعْجَبَةً، فَقَالَ عُمَرُ: مِمَّنَ اشْتَرَيْتَهَا؟ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ؟ اشْتَرَيْتَهَا مِنْ أَهْلِ الْقَادِسِيَّةِ؟ قَالَ طَلْحَةُ: وَكَيْفَ اشْتَرَيْتُهَا مِنْ أَهْلِ الْقَادِسِيَّةِ كُلِّهِمْ، قَالَ: إِنَّك لَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا, إِنَّمَا هِيَ فَيْءٌ. 34457- حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ لَيْثٍ، عَمَّنْ يَذْكُرُ؛ أَنَّ أَهْلَ الْقَادِسِيَّةِ رَغُمُوا الأَعَاجِمَ حَتَّى قَاتَلُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ. 34458- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَِسَافٍ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: اخْتَلَفَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَتَفَاخَرَا، فَقَالَ الْكُوفِيُّ: نَحْنُ أَصْحَابُ يَوْمِ الْقَادِسِيَّةِ، وَيَوْمِ كَذَا وَكَذَا، وَقَالَ الشَّامِيُّ: نَحْنُ أَصْحَابُ يَوْمِ الْيَرْمُوكِ، وَيَوْمِ كَذَا وَيَوْمِ كَذَا، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: كِلاَكُمَا لَمْ يَشْهَدْهُ اللَّهُ هُلْكَ عَادٍ، وَثُمَّودَ, وَلَمْ يُؤَامِرَهُ اللَّهُ فِيهِمَا إِذْ أَهْلَكَهُمَا، وَمَا مِنْ قَرْيَةٍ أَحْرَى أَنْ تَدْفَعَ عَظِيمَةً مِنْهَا، يَعْنِي الْكُوفَةَ. 34459- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُمْ أَصَابُوا قَبْرًا بِالْمَدَائِنِ, فَوَجَدُوا فِيهِ رَجُلاً عَلَيْهِ ثِيَابٌ مَنْسُوجَةٌ بِالذَّهَبِ, وَوَجَدُوا مَعَهُ مَالاً, فَأَتَوْا بِهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: أَنْ أَعْطِهِمْ، وَلاَ تَنْتَزِعْهُ. 34460- حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ؛ أَنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ السَّائِبَ بْنَ الأَقْرَعِ عَلَى الْمَدَائِنِ, فَبَيْنَمَا هُوَ فِي مَجْلِسِهِ، إِذْ أُتِيَ بِتِمْثالٍ مِنْ صُفْرٍ كَأَنَّهُ رَجُلٌ قَائِلَ بِيَدَيْهِ هَكَذَا، وَبَسَطَ يَدَيْهِ وَقَبَضَ بَعْضَ أَصَابِعِهِ، فَقَالَ: هَذَا لِي, هَذَا مِمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيَّ, فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَنْتَ عَامِلٌ مِنْ عُمَّالِ الْمُسْلِمِينَ, فَاجْعَلْهُ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ. 34461- حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ حُمَيْدٍ؛ أَنَّ عَمَّارًا أَصَابَ مَغْنَمًا، فَقَسَّمَ بَعْضَهُ وَكَتَبَ يَعْتَذِرُ إِلَى عُمَرَ يُشَاوِرُهُ، قَالَ: يُبَايِعُ النَّاسَ إِلَى قُدُومِ الرَّاكِبِ. 34462- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ شِبْلِ بْنِ عَوْفٍ: كَانَ مِنْ أَهْلِ الْقَادِسِيَّةِ، وَكَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ. 34463- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مِلْحَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ ثَرْوَانَ، قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ أَمِيرَ الْمَدَائِنِ, فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، قَالَ: يَا زَيْدُ، قُمْ فَذَكِّرْ قَوْمَك. 34464- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلاَلٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ عَلَى ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ دِرْعٌ سَابِغٌ. 34465- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: اخْتَلَفْتُ أَنَا وَسَعْدٌ بِالْقَادِسِيَّةِ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ. 34466- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: فَرَّ رَجُلٌ مِنَ الْقَادِسِيَّةِ، أَوْ مِهْرَانَ، أَوْ بَعْضِ تِلْكَ الْمُشَاهَدِ فَأَتَى عُمَرَ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ هَلَكْتُ، فَرَرْتُ، فَقَالَ عُمَرُ: كَلاَّ، أَنَا فِئَتُك. 34467- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، قَالَ: حدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: أَدْرَكْتُ أَلْفَيْنِ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَدْ شَهِدُوا الْقَادِسِيَّةَ فِي أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ, وَكَانَتْ رَايَاتِهمْ فِي يَدِ سِمَاكٍ صَاحِبِ الْمَسْجِدِ. 34468- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، قَالَ: سَأَلَ صُبَيْحٌ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ وَأَنَا أَسْمَعُ، فَقَالَ لَهُ: هَلْ أَدْرَكْتَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم؟ قَالَ: نَعَمْ, أَسْلَمْتُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، وَأَدَّيْتُ إِلَيْهِ ثَلاَثَ صَدَقَاتٍ، وَلَمْ أَلْقَهُ, وَغَزَوْتُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ غَزَوَاتٍ, شَهِدْتُ فَتْحَ الْقَادِسِيَّةِ، وَجَلُولاَءَ، وَتُسْتَرَ، وَنَهَاوَنْد، وَالْيَرْمُوكَ، وَآذَرْبَيْجَانَ، وَمِهْرَانَ، وَرُسْتُمَ, فَكُنَّا نَأْكُلُ السَّمْنَ وَنَتْرُكُ الْوَدَكَ, فَسَأَلْتُهُ عَنِ الظُّرُوفِ؟ فَقَالاَ: لَمْ نَكُنْ نَسْأَلُ عَنْهَا، يَعْنِي طَعَامَ الْمُشْرِكِينَ. 34469- حَدَّثَنَا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إبْرَاهِيمَ، قَالَ: ضُرِبَ يَوْمُ الْقَادِسِيَّةِ لِلْعَبِيدِ بِسِهَامِهِمْ كَمَا ضُرِبَ لِلأَحْرَارِ. 34470- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ مَيْمُونٍ، قَالَ: لَمَّا جَاءَ وَفْدُ الْقَادِسِيَّةِ حَبَسَهُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لَمْ يَأْذَنْ لَهُمْ، ثُمَّ أَذَّنَ لَهُمْ، قَالَ: تَقُولُونَ: الْتَقَيْنَا فَهَزَمْنَا, بَلَ اللَّهُ الَّذِي هَزَمَ وَفَتَحَ. 34471- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جميعُ بْنُ عُمَيْرٍ التَّيْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: شَهِدْتُ جَلُولاَءَ فَابْتَعْتُ مِنَ الْغَنَائِمِ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا, فَقَدِمْتُ بِهَا عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قُلْتُ: ابْتَعْتُ مِنَ الْغَنَائِمِ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَقَالَ: يَا صَفِيَّةُ, احْتَفِظِي بِمَا قَدِمَ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ, عَزَمْتُ عَلَيْك أَنْ تُخْرِجِي مِنْهُ شَيْئًا، قَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ طَيِّبٍ؟ قَالَ: ذَاكَ لَكِ. قَالَ: فَقَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أَرَأَيْتَ لَوِ اُنْطُلِقَ بِي إِلَى النَّارِ، أَكُنْتَ مُفْتَدِيِّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَلَوْ بِكُلِّ شَيْءٍ أَقْدِرُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَإِنِّي كَأَنَّنِي شَاهِدُكَ يَوْمَ جَلُولاَءَ وَأَنْتَ تُبَايِعُ، وَيَقُولُونَ: هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، وَابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَكْرَمُ أَهْلِهِ عَلَيْهِ, وَأَنْتَ كَذَلِكَ، قَالَ: فَإِنْ يُرَخِّصُوا عَلَيْكَ بِمِئَةٍ، أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَنْ يُغْلُوا عَلَيْكَ بِدِرْهَمٍ, وَإِنِّي قَاسِمٌ, وَسَأُعْطِيكَ مِنَ الرِّبْحِ أَفْضَلَ مَا يَرْبَحُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ, أُعْطِيك رِبْحَ الدِّرْهَمِ دِرْهَمًا، قَالَ: فَخَلَّى عَلَيَّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ دَعَا التُّجَّارَ فَبَاعَهُ بِأَرْبَعِ مِئَةِ أَلْفٍ, فَأَعْطَانِي ثَمَانِينَ أَلْفًا, وَبَعَثَ بِثَلاَثُ مِئَةِ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا إِلَى سَعْدٍ، فَقَالَ: اقْسِمْ هَذَا الْمَالَ بَيْنَ الَّذِينَ شَهِدُوا الْوَقْعَةَ, فَإِنْ كَانَ مَاتَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَابْعَثْ بِنَصِيبِهِ إِلَى وَرَثَتِهِ. 34472- حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَرِّعِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا فَتَحَ سَعْدٌ جَلُولاَءَ أَصَابَ الْمُسْلِمُونَ أَلْفَ أَلْفٍ, قَسَمَ لِلْفَارِسِ ثَلاَثَةَ آلاَفِ مِثْقَالَ, وَلِلرَّاجِلِ أَلْفَ مِثْقَالٍ. 34473- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عْن أَبِيهِ، قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ بِغَنَائِمَ مِنْ غَنَائِمِ جَلُولاَءَ، فِيهَا ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ, فَجَعَلَ يَقْسِمُهَا بَيْنَ النَّاسِ, فَجَاءَ ابْنٌ لَهُ، يُقَالَ لَهُ: عَبْدُ الرَّحْمَن، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, اُكْسُنِي خَاتَمًا، فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ تَسْقِيك شَرْبَةً مِنْ سَوِيقٍ، قَالَ: فَوَاللهِ مَا أَعْطَانِي شَيْئًا. 34474- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عْن أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الأَرْقَمِ صَاحِبَ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، يَقُولُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عِنْدَنَا حِلْيَةٌ مِنْ حِلْيَةِ جَلُولاَءَ، وَآنِيَةُ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، فَرَ فِيهَا رَأْيَك، فَقَالَ: إِذَا رَأَيْتَنِي فَارِغًا فَآذنِّي, فَجَاءَ يَوْمًا، فَقَالَ: إِنِّي أَرَاكَ الْيَوْمَ فَارِغًا، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: اُبْسُطْ لِي نِطْعًا فِي الْجِسْرِ, فَبَسَطَ لَهُ نِطْعًا، ثُمَّ أَتَى بِذَلِكَ الْمَالِ، فَصُبَّ عَلَيْهِ، فَجَاءَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّك ذَكَرْتَ هَذَا الْمَالَ، فَقُلْتَ: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ} وَقُلْتَ: {لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ، وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمَ} اللَّهُمَّ إِنَّا لاَ نَسْتَطِيعُ إِلاَّ أَنْ نَفْرَحَ بِمَا زَيَّنْتَ لَنَا, اللَّهُمَّ أُنْفِقُهُ فِي حَقٍّ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ. 34475- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبي إِسْحَاقَ، عَنْ سَمُرَةََ بْنِ جَعْوَنَةَ الْعَامِرِيِّ، قَالَ: أَصَبْتُ قَبَاءً مَنْسُوجًا بِالذَّهَبِ مِنْ دِيبَاجٍ يَوْمَ جَلُولاَءَ، فَأَرَدْتُ بَيْعَهُ فَأَلْقَيْتُهُ عَلَى مَنْكِبِي, فَمَرَرْتُ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: تَبِيعُ الْقَبَاءَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: بِكَمْ؟ قُلْتُ: بِثَلاَثِ مِئَةِ دِرْهَمٍ، قَالَ: إِنَّ ثَوْبَك لاَ يَسْوِي ذَلِكَ, وَإِنْ شِئْتَ أَخَذْتُهُ, قُلْتُ: قَدْ شِئْتُ، قَالَ: فَأَخَذَهُ. 34476- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ، قَالَ: حدَّثَنَا حَيَّانُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ مِنْ جَلُولاَءَ بِسِتَّةِ أَلْفِ أَلْفٍ, فَفَرَضَ الْعَطَاءَ. 34477- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ الأَعْرَجِ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ فَقَالَ: اخْتَلَفْتُ أَنَا وَسَعْدٌ فِي ذَلِكَ وَنَحْنُ بِجَلُولاَءَ. 34478- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ وِقَاءِ بْنِ إِيَاسٍ الأَسَدِيِّ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ سَلْمَانَ فِي غُزَاةٍ، إِمَّا فِي جَلُولاَءَ، وَإِمَّا فِي نَهَاوَنْد، قَالَ: فَمَرَّ رَجُلٌ وَقَدْ جَنَى فَاكِهَةً, فَجَعَلَ يَقْسِمُهَا بَيْنَ أَصْحَابِهِ, فَمَرَّ سَلْمَانُ فَسَبَّهُ, فَرَدَّ عَلَى سَلْمَانَ وَهُوَ لاَ يَعْرِفُهُ، قَالَ: فَقِيلَ: هَذَا سَلْمَانُ، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى سَلْمَانَ يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: مَا يَحِلُّ لَنَا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ، يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: ثَلاَثٌ؛ مِنْ عَمَاك إِلَى هُدَاك, وَمِنْ فَقْرِكَ إِلَى غِنَاك, وَإِذَا صَحِبْتَ الصَّاحِبَ مِنْهُمْ تَأْكُلُ مِنْ طَعَامِهِ، وَيَأْكُلُ مِنْ طَعَامِكَ، وَيَرْكَبُ دَابَّتَكَ فِي أَنْ لاَ تَصْرِفَهُ عَنْ وَجْهٍ يُرِيدُهُ.
|